زبدة القول :
وهكذا يتبين أن العمل في الحقل الإسلامي جد متشعب ويحتاج لرأي المختصين والفقهاء معا ،إذا أردنا أن نلمس المعاني الشمولية لأي موضوع ..أما المواقف السياسية والأعمال الإجتماعية وإن كانت أدوات للوصول إلى مراكز القرار ديمقراطيا..ولها الكثير من الحسنات فإنها قاصرة على تقديم كل البديل الإسلامي حضاريا...والذي لن يتحقق إلا بتربية المسلم عمليا على الإلتزام بكل الفقهيات وبكل تدرج من الأحسن نحو الحسن ومن الجوهر نحو الشكل، وتوعيته فكريا بالإلمام بكل غايات الدين ومرامي التدين مما يقربه ولو نسبيا من فكرة عامة أو فلسفة خاصة ورؤيا واضحة عن تدينه، مما يعطيه موهبة الإهتمام بلب الأمور ،والتفكر في أي موضوع لاحتوائه من جميع أطرافه ولمه بكل شمولية، وهذا سينقد العديد من التائهين اليوم في برامج العديد من الحركات السياسية التي لاتربيهم إلا على مرامي الحركة وأفكارها وأيضا بغير شمولية مما جعلنا كإسلاميين نغرق في غموض حتى قناعاتنا حينما نحاور.
والبديل فهم شمولي والذي لن يكون إلا بالإسلام كله فقها للعمل وفكرا للوعي وتربية للسلوك حتى التزكية للنفس والقلب والروح...